• عوامل اقتصادية : تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البوادي
  والمدن، حيث شهدت البوادي قبل الثورة مجاعات. وساهم إلغاء الدولة لنظام
  المير مما في تحرير أعداد كبيرة من اليد العاملة التي هاجرت للمدن،
  بالاضافة لاعتماد الدولة على الضرائب المفروضة على الفلاحين لتطوير
  الصناعة.
• عوامل سياسة : استبداد النظام القيصيري وتحكمه في كل السلطات، وظهور
  تنظيمات سياسية معارضة أبرزها الحزب الاشتراكي الثوري الذي كان يمثل
  الفلاحين والحزب الدستوري الديمقراطي الذي كان يمثل البورجوازية.
• انعكاسات الحرب العالمية الأولى : زاد دخول روسيا الحرب العالمية
  الأولى في تأزيم أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، حيث تراجع الإنتاج
  الفلاحي بسبب تجنيد الفلاحين، وعجز المعامل عن الاستمرار في الإنتاج،
  مما تسبب في نقص في المواد الغذائية وارتفاع أسعارها وانتشار المجاعات
  في المدن والأرياف.

1. ثورة فبراير 1917م: قامت مظاهرات شعبية في العاصمة الروسية
   بيترو كراد وانضم إليها الجيش الذي تمرد على النظام الحاكم، فاضطر
   القيصر نيكولا الثاني إلى التنازل عن العرش، وتشكلت حكومة مؤقتة ذات
   أغلبية برجوازية وضعت برنامجا اصلاحیا مؤقتا
2. ثورة أكتوبر 1917م أو الثورة البلشفية:  أقامت الحكومة
   المؤقتة الديمقراطية ، لكنها لم تستجب لمطالب العمال والفلاحين الفقراء
   والجنود الذين شكلوا مجالس السوفيات التي هيمن عليها الحزب البولشفي،
   فكانت النتيجة قيام الثورة البولشفية التي أدت إلى إقصاء الحكومة
   المؤقتة وتكوين الحكومة الاشتراكية برئاسة لينين. أسقطت الحكومة في 7
   نونبر، واستولى البلاشفة على السلطة، فأصدروا مجموعة من المراسيم من
   أهمها: مرسوم الحرب وإقرار سلم عادل وديمقراطي، ومرسوم حول الأراضي:
   ألغيت بموجبه الملكية الخاصة، ووضعت الأراضي تحت رهن إشارة اللجان
   الزراعية التابعة للسوفييتات. ومرسوم حول السلم: ناشد من خلاله لينين
   كافة الشعوب والدول المتحاربة لإنهاء الحروب.

التدابير التي اتخذها لينين لارساء النظام الاشتراكي: طبق لينين
خلال الحرب الأهلية سياسة شيوعية الحرب خلال 1921-1918، حيث قام بتأميم
وسائل الإنتاج ومصادرة فائض الإنتاج الفلاحي من الكولاك (كبار ملاكي
الأراضي الفلاحية)، لضمان تموين الجيش بالمواد الغذائية، و وضع دستور
1918 الذي أقر نظام الحزب الوحيد (الحزب الشيوعي). وقد ساهمت هذه
الإجراءات إلى تمكن الجيش الأحمر من القضاء على الجيش الأبيض، وانسحبت
الدول الرأسمالية من الأراضي الروسية، غير أن تطبيق سياسة شيوعية الحرب
أسهم في تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما أدى إلى نهج سياسة
جديدة سميت بالسياسة الاقتصادية الجديدة NEP ابتداء من 1921 كإجراءات
انتقالية نحو تطبيق الرأسمالية لفترة مؤقتة، من خلال : تشجيع المبادرة
الحرة والتراجع عن مصادرة فائض الإنتاج الفلاحي، والانفتاح على الرأسمال
الأجنبي. بفضل هذه السياسة ارتفع حجم الإنتاج الاقتصادي.

النموذج الفرنسي: عرفت فرنسا ما بين 1919 – 1929م أزمة اقتصادية
حادة بسبب التضخم الاقتصادي، كما شهدت الساحة السياسية في نونبر 1921 فوز
أحزاب ائتلافية ضعيفة لم تستطع حل مشاكل البلاد، فازدادت الاضطرابات
الاجتماعية وتعددت الإضرابات التي واجهتها فرنسا بالعنف السياسي والقمع
والاعتقال خوفا من وقوع ثورة مشابهة للثورة البلشفية.

خاتمة: ساهمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها أوروبا بعد
الحرب العالمية الأولى، في تزايد المد الديكتاتوري، مما إلى أدى من جديد
إلى توتر العلاقات الدولية وبالتالي اندلاع الحرب العالمية الثانية.